شاهدت أمس الأول مباراة الزمالك المصري أمام الاتحاد السكندري في إطار مباريات الأسبوع السابع عشر للدوري العام، ولم أتعجب كثيرا من مستوى الفريق الأبيض الذي نال هزيمته الثامنة هذا الموسم والثالثة على التوالي ليتراجع للمركز الثامن بفارق نقطتين فقط عن طلائع الجيش صاحب المركز الثالث عشر!
أبناء ميت عقبة أمامهم مباراة صعبة للغاية في الأسبوع الثامن عشر في بورسعيد أمام فريق المصري والهزيمة فيها تعني ببساطة اقتراب الفريق صاحب الشعبية الثانية في بر المحروسة من الهبوط للدرجة الأدنى التي نعرفها إعلاميا في مصر بدوري المظاليم، وبصراحة أكثر مستوى الفريق فيما مضى من مباريات يعد مؤشرا واضحا على اقتراب ما كان يعتبر مستحيلا ولكنه صار قريبا للغاية.
فريق الزمالك بالأرقام من أضعف فرق الدوري هذا العام فهجومه سجل 18 هدفا – رغم أنه يضم الغاني الدولي جونيور أجوجو الذي يتقاضى راتبا يقترب من الملايين السبعة في الموسم – واستقبلت شباك الزمالك 17 هدفا بالتمام والكمال أي بواقع هدف في كل مباراة رغم أن حارس مرماه هو الحارس الدولي رقم 2 في منتخب الفراعنة ودفاعه يضم الأساسيين الدوليين هاني سعيد ومحمود فلسطين هى الاساس الله! المفارقة أن هجوم متذيل الترتيب فريق الأوليمبي سجل حتى الآن 17 هدفا ولا ننسى أنه فاز على الزمالك في القاهرة في الدور الأول!
لا أعتقد أن حال فريق الكرة في نادي الزمالك – ولابد من التفريق دائما بين الزمالك كنادي رياضي اجتماعي عريق وبين فريق كرة القدم -- سينصلح قريبا لأن المنظومة كلها أصبحت فاسدة ومفسودة بداية من مجالس الإدارات المتعاقبة والتي تأتي بالتعيين ولا تتمتع بالحد الأدنى من تأييد الأعضاء فيكون الهم الأول هو إرضاء العدد الأكبر من الأعضاء بقرارات غالبا ما تكون عاطفية وانفعالية، ومرورا بالأجهزة الفنية المتعاقبة والتي تسعى غالبا للتجريب والبدء من جديد وإبعاد اللاعبين الذين كانوا مقربين من الجهاز السابق وفي جو مثل هذا يقول الجميع "مصلحتي أولا"!
الضلع الثالث هو اللاعبين وبصراحة وبدون مجاملة الزمالك نادي بلا لاعبين حقيقيين لكرة القدم باستثناء عدد قليل يمكن حصره على أصابع الأيدي الواحدة أما الباقين وخصوصا "نجوم الفريق" الذين يشترطون الملايين لتجديد عقودهم فعليهم بالبحث فورا عن مهنة حقيقية يمتهنونها قبل أن ينصلح حال الإدارة وتأتي إدارة منتخبة وقوية لتقول لهم "الباب يفوت جمل"، وهذا سيحدث بإذن الله وساعتها سيكون النادي بحاجة للاعبين حقيقيين يرتقون بالنادي للدوري الممتاز مرة أخرى لأن المنافسة في دوري المظاليم شرسة وتحتاج للاعبين مقاتلين وليسوا ممن "يذرفون الدموع على الفضائيات"!
الغريب حقا أنه في ظل هذه الأوضاع المنهارة لفريق كرة القدم في النادي العريق نجد إصرارا غريبا من معظم من ينتمون إليه في الإعلام وفي المدرجات على وضعه في مقارنات مستمرة مع النادي الأهلي، وكم حز في نفسي أن يعبر كثير من الجمهور الأبيض عن فرحتهم الغامرة لحرمان اللاعب محمد أبوتريكه من جائزة أفضل لاعب في أفريقيا عام 2008 لمجرد أنه يرتدي القميص الأحمر، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على خلل شديد في تقدير الأمور على أبسط تقدير.