كفوا أذاكم يا رموز العارِ
.
شاهت وجوهكمو وخيّب سعيكم
.
تباً لكم من عصبة أشرارِ
.
طاشت عقولكمو أمثل محمد
.
تلد النساء بسائر الأمصارِ؟
.
لو صُوّر الشرف الرفيع بهيكلٍ
.
لوجدته في هيكل المختارِ
.
والعدل لو تلقاه شخصاً ناطقاً
.
لرأيته في سيِّد الأبرارِ
.
يتطهّر الطُهرُ البريء بطهرهِ
.
والمجدُ يلبسُ منه تاج فخارِ
.
نفديك بالأرواحِ يا عَلَمَ الهدى
.
نفديك بالأعراضِ والأعمارِ
.
نفديك بالأبناءِ في زمن الصبا
.
نفديك من دكّا إلى دكّارِ
.
والذُّلُ والعارُ الشنيع لساقطٍ
.
نذلٍ حقيرٍ خائنٍ غدّارِ
.
من دون عرضكَ يا حبيب قلوبنا
.
ضرْبُ الجماجمِ من بني المليارِ
.
المجدُ يبدأُ من محمدٍ شامخاً
.
وبوجههِ يزدانُ كل نهارِ
.
والحقُ يبدأُ من محمدٍ مثلما
.
فاض الضياء بروحه في الغارِ
.
والعدلُ يبدأُ من محمدٍ معلناً
.
للناس حق مكانة الأحرارِ
.
هو سيد العظماء ما من سيدٍ
.
إلا له يعنو بكل وقارِ
.
هو فجرُنا هو نورُنا هو فخرُنا
.
هو ذخرُنا في البدوِ والحضَّارِ
.
ودماؤنا تجري بنبض حديثهِ
.
كالسلسل الجاري من التيارِ
.
خفقاتُ أرواح الشعوب بحبِّه
.
ودموعهم كالهاطل المدرارِ
.
فعليه صلى الله ما سَطَعَ الضيا
.
وترنَّمتْ ورقاءُ بالأشعارِ
.
وعليه صلى الله ما التفَّ الدجى
.
وتردّدت ذكراهُ في الأقطارِ
.
بأبي وأمي أنت أكرمُ مرسلٍ
.
يفدي حذاءك باعةُ الأبقارِ